تير شتيجن يستعيد قيادة برشلونة بعد تسوية الخلاف حول الجراحة

في إعلان رسمي صدر عن جدران "كامب نو"، أزاح نادي برشلونة الستار عن طي صفحة الإجراءات التأديبية التي اتُخذت بحق حارس مرماه المتألق، مارك أندريه تير شتيجن، معلنًا عن عودته المظفرة لقيادة الفريق الكتالوني.

وجاء هذا الإعلان عقب توقيع الحارس الألماني على التفويض الضروري الذي يسمح للنادي بإرسال التقرير الطبي المفصل المتعلق بالجراحة الدقيقة التي سيخضع لها في منطقة الظهر، بالإضافة إلى تحديد المدة الزمنية المتوقعة لغيابه عن الملاعب.

البيان الرسمي لنادي برشلونة:

أصدر النادي بيانًا رسميًا يؤكد فيه أن مارك أندريه تير شتيجن قد وقّع على التفويض اللازم، مما يتيح للنادي إرسال التقرير الطبي الشامل إلى رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (La Liga) بشأن العملية الجراحية التي سيجريها.

كما أعلن النادي عن إغلاق ملف القضية التأديبية بشكل نهائي، وعودة اللاعب المحبوب إلى موقعه كقائد للفريق بأثر فوري.

شرارة الأزمة:

في وقت سابق، فاجأ نادي برشلونة جماهيره بقرار سحب شارة القيادة من حارسه الأمين، مارك أندريه تير شتيجن.

وأوضح النادي الكتالوني في بيان رسمي: "على إثر الإجراءات التأديبية التي تم اتخاذها ضد مارك أندريه تير شتيجن، وإلى حين البت في هذه القضية بشكل قاطع، قرر النادي، بالتنسيق مع الإدارة الرياضية والجهاز الفني، سحب شارة قيادة الفريق منه بصورة مؤقتة".

وتابع النادي في بيانه: "خلال هذه الفترة العصيبة، سيتولى نائب القائد الحالي، المدافع الأوروجوياني رونالد أراوخو، مسؤولية حمل شارة القيادة".

وكانت بداية الشرارة التي أشعلت فتيل الأزمة عندما قرر تير شتيجن الخضوع لعملية جراحية في الظهر، وأعلن عن فترة غياب محتملة تمتد لثلاثة أشهر.

إلا أن النادي الكتالوني كان بحاجة إلى فترة غياب أطول تصل إلى أربعة أشهر، وذلك للاستفادة من راتبه في تسجيل لاعبين جدد في قائمة الفريق.

بيان تير شتيجن الذي مهد الطريق للحل:

وسط الضجة المثارة، خرج تير شتيجن ببيان حاسم قال فيه: "لقد قيل الكثير عني، والكثير منه عارٍ عن الصحة. لقد أعلنت الحد الأدنى لفترة التعافي بالتنسيق مع النادي. تجديدات العقود في النادي قد اكتملت قبل خضوعي للعملية الجراحية، وبالتالي لا يمكن اعتبار ظروفي ضرورية لتسجيل لاعبين آخرين. أنا واثق من إمكانية حل الوضع بالحوار وتحمل المسؤولية.. ومستعد للتعاون مع الإدارة لحل المسألة وتقديم التفويض المطلوب".

وأضاف: "أتفهم أن اللحظات الصعبة قد تولّد التوتر، لكنني واثق من أنه من خلال الحوار والمسؤولية، يمكننا حل هذا الوضع بشكل بنّاء. أنا على أتم الاستعداد للتعاون مع إدارة النادي لتسوية هذه المسألة وتقديم التفويض اللازم".

واسترسل قائلًا: "لقد كانت الأشهر القليلة الماضية صعبة للغاية بالنسبة لي، على الصعيدين الجسدي والشخصي. ومثل أي لاعب يتعرض لإصابة، كانت أولويتي المطلقة دائمًا هي العودة إلى أرض الملعب في أقرب وقت ممكن، مدفوعًا بشغفي لمساعدة الفريق والقيام بما أحبه أكثر من أي شيء آخر: المنافسة".

وأردف: "في الأسابيع الأخيرة، قيل الكثير عني – بعضه لا أساس له إطلاقًا. ولذلك، أشعر بأنه من الضروري أن أعرض روايتي للأحداث باحترام، ولكن بوضوح وجلاء".

وأكد: "لقد تم اتخاذ قرار الخضوع للعملية الجراحية بعد استشارة نخبة من الأخصائيين الطبيين وبموافقة كاملة من النادي، وكان الهدف دائمًا هو إعطاء الأولوية القصوى لصحتي ومسيرتي الرياضية الطويلة الأمد، وهو ما يتماشى تمامًا مع أهداف نادي برشلونة المتمثلة في تواجدي على أرض الملعب في أسرع وقت ممكن للمساهمة في تحقيق الألقاب. علاوة على ذلك، أعلنتُ علنًا عن الحد الأدنى لفترة التعافي التي سأحتاجها لاحقًا، والتي أبلغني بها أمهر الخبراء، ودائمًا بالتنسيق الوثيق مع النادي".

واستطرد قائلًا: "أود أيضًا أن أوضح – في ضوء بعض التكهنات – أن جميع عمليات توقيع وتجديد العقود من قبل النادي قد اكتملت قبل خضوعي للعملية الجراحية، وبالتالي، لا يمكنني بأي حال من الأحوال اعتبار أن ظروفي المؤسفة مع العملية الجراحية الجديدة التي اضطررتُ إلى الخضوع لها، ستكون ضرورية لتسجيل لاعبين زملاء آخرين، الذين أكنّ لهم احترامًا كبيرًا وأتطلع إلى مشاركتهم غرفة الملابس منذ سنوات عديدة. أي تفسير بديل يبدو لي غير عادل وغير دقيق إطلاقًا".

واختتم حديثه قائلًا: "على مدار مسيرتي المهنية، كنتُ دائمًا أسعى جاهدًا للتصرف بمهنية واحترام والتزام تجاه الشعار الذي مثلته. لديّ حب عميق لنادي برشلونة، ولهذه المدينة الرائعة، ولمشجعيها الأوفياء، الذين وقفوا إلى جانبي لسنوات طويلة. والتزامي المطلق بهذه الألوان لن يتزعزع أبدًا".

أفهم تمامًا أن اللحظات الصعبة قد تولّد التوتر، لكنني واثق كل الثقة بأنه من خلال الحوار الهادئ والمسؤولية المشتركة، يمكننا حل هذا الوضع بشكل بنّاء وإيجابي. وأنا على استعداد تام للتعاون الكامل مع إدارة النادي الموقرة بغية حل هذه المسألة وتقديم كافة التفويضات المطلوبة دون أي تردد.

لقد تغيرت أشياء كثيرة، ولكن هناك شيء واحد سيظل ثابتًا أبدًا: أحبكم يا مشجعي برشلونة الأعزاء.

بعيدًا عن دائرة الجراحة:

في سياق منفصل، تعاقد نادي برشلونة مؤخرًا مع الحارس الشاب جوان جارسيا، وجدد عقد الحارس البولندي المخضرم فويتشيك تشيزني.

وبحسب التقارير الصحفية، فإن المدرب الجديد للفريق، هانز فليك، قد تحدث مع تير شتيجن وأبلغه بأنه لن يكون الحارس الأول أو الثاني في الفريق خلال الموسم الكروي المقبل.

والجدير بالذكر أن إدارة نادي برشلونة كانت تسعى جاهدة للتخلص من خدمات تير شتيجن خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، في حين أن اللاعب الألماني رفض بشدة فكرة الرحيل عن صفوف الفريق، وذلك قبل تأكد مسألة الجراحة.

يذكر أن حارس برشلونة قد شارك في 8 مباريات في الدوري الإسباني خلال الموسم المنقضي، بالإضافة إلى مباراة واحدة في دوري أبطال أوروبا، بينما غاب عن بقية مباريات الموسم بسبب الإصابة.

انضم تير شتيجن إلى صفوف النادي الكتالوني في صيف عام 2014 قادمًا من بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني.

ومنذ ذلك الحين، نجح في الفوز مع النادي بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2015، بالإضافة إلى الفوز بلقب الدوري الإسباني 6 مرات.